الخميس، 14 يونيو 2012

إنقلاب أم فرصة ثانية

ماذا الأن بعد أن تم حل البرلمان بالكامل؟

سأوضحها بالشكل التالي:


القوى في مصر أصبح يمكن بلورتها لثلاث إتجاهات عامة:

  1. بقايا النظام السابق (أو ما يسمى بالفلول)، و أبرز ممثلينه المجلس العسكري و مرشح الرئاسة شفيق.
  2. التيارات الدينية، و أبرز ممثليها جماعة الأخوان المسلمين و حزبهم الحرية و العدالة، و حزب النور السلفي.
  3. التيارات المدنية الثورية. و هي تيارات متفرقة و الأضعف تنظيماً و وضوحاً بين الثلاثة. و هي، إن لم يمكننا وصفها بالعلمانية، فعلى الأقل هي لا تريد تحويل مصر لدولة دينية كما تريد التيارات الدينية.


كنت أعيب على التيارات المدنية بأنها:

أولاً: غير منظمة على خطوط عامة. نعم هي تجمع ليبراليين و يساريين، ناس يريدون تطبيق العلمانية كاملة الأن، و أخرون يريدون فقط منع المزيد من الإعتداء على الحريات و الحفاظ على ما هو موجود من مدنية الدولة. لكن الموضوع هو كالتالي، هذه المرحلة السياسية ليست مرحلة عادية تمر فيها إنتخابات إعتيادية، بل هي مرحلة إنتقالية يمكن أن تحدد مصير مصر للعقود القادمة. و لذلك هذا وقت نبذ الخلافات و الإتفاق على خطوط عامة لعمل تجمع موحد للقوى المدنية يرأسه شخص له حضور شعبي، كصباحي أو البرادعي، و التحرك بشكل منظم و عملي.

ثانياً: شتت نفسها بمظاهرات و إعتصامات في حين تصرفت التيارات الدينية بشكل برغماتي و ركزت على الإنتخابات. و ها أنا الأن أرى نفس الأخطاء تتكرر بتسمية ما حصل بإنقلاب عسكري و التحضير، على ما يبدو، لمظاهرات جديدة. لماذا لا تتعلم التيارات المدنية من برغماتية الأخوان؟ لماذا لا تفهم أنه هناك وقت للثورة و وقت للسياسة؟ كل وقت يضيع على شيء غير التنظيم في إطار سياسي واحد و الحملات الإنتخابية هو وقت يذهب لصالح التيارات الدينية و الفلول.


تغير النسب بين إنتخابات مجلس الشعب و إنتخابات الرئاسة أثبت أن هناك فرصة واقعية للقوى المدنية إن توحدت و ركزت على الإنتخابات. كل يوم يمر بدون القيام بتحركات بهذا الإتجاه، قد يعيد نفس الأخطاء التي كان الكل يشتكي منها، أو أسوء. هل تتعلم التيارات المدنية من أخطائها؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شير يا عم الحج