الجمعة، 29 يونيو 2012

نقل المدونة للعنوان الجديد

تم نقل المدونة للعنوان الجديد:
http://gbzidan.blogspot.com

عذراً على الإزعاج.

الأربعاء، 27 يونيو 2012

من حقي أن أغتصبك

هذا المقال نشر على موقع حبر الالكتروني و كتبته بعد قراءة التعليقات في المواقع الإخبارية و صفحات الفاسبوك و التي كانت سلبية بأغلبيتها الساحقة:

الاثنين، 25 يونيو 2012

ثلاث ملاحظات عن الإنتخابات الرئاسية المصرية

ثلاث ملاحظات سريعة عن الإنتخابات الرئاسية المصرية، و سأحاول أن أكتب مقال أكثر تفصيلاً رغم ضيق الوقت.



الدستور

موضوع الإنتخابات الرئاسية، تحديداً بعد ما جرى من حل للبرلمان و الإعلان الدستوري المكمل، كان ممتع من حيث المتابعة، لكن لا داعي لإعطائه أكبر من حجمه. الأهم الأن هو الدستور. الدستور باقٍ، و الحكومات و الرؤوساء إلى زوال. و خصوصاً أن كل ما يتعلق بالدستور قد أصبح محل جدال و فتاوي قانونية من هنا و هناك، مثل إعلان أن الرئيس القادم يملك حق إلغاء الإعلان الدستورى المكمل، و غيرها من الأمور التي لم تعد واضحة الأن.



وحدة التيارات المدنية

أعود و أكرر ما أقوله منذ أكثر من سنة، التيارات المدنية لا يمكنها أن تثق لا بالإسلاميين و لا العسكر على المدى البعيد. و فكرة النزول لمظاهرات لا تعود مجدية مع الوقت. لذلك يجب ثم يجب ثم يجب أن يتم إيجاد جسم سياسي منظم لهذه التيارات، سواءاً تحت حزب الدستور الذي يقوده البرادعي، أو تكتل لأنصار حمدين (الذي لم يستفد من الزخم الذي حصل عليه بالمرحلة الأولى). بغير ذلك، ستظل اللعبة بين الأخوان و المجلس العسكري، و يبقى الأخرون يستجدون المواقف من هنا أو هناك.


النشطاء السوبر-ستارز

ظاهرة النشطاء السوبر ستارز، التي زادت خلال الربيع العربي بشكل كبير، أصبح عليها ملاحظات كثيرة خلال الإنتخابات الرئاسية. الكثير من الأكاذيب و الأخبار الملفقة تم نشرها من نشطاء كنت أعتبرهم محل ثقة، و النقاش السياسي وصل لمرحلة في أسوء حالاتها من النقاش الغير علمي لدرجة إستخدام جميع الأساليب في مهاجمة الشخصيات أو التيارات السياسية، حتى لو لم تكن الحجة دقيقة أو النقد موضوعي.

الجمعة، 22 يونيو 2012

خواطر متفرقة - 1

مش بكفي إنو سوريا ولعانه، و هاي مصر يمكن تولع. و بالأردن في عنا ناس بدهم يولعوها. إحنا العرب مش أمة ما بتتعلم من التاريخ، إحنا كمان ما بنتعلم من الحاضر!

أؤيد أل سعود لحين إنتهاء الثورة السورية (جكارة بهل أكم من واحد).

بدك ما تقلب ضد الثورة؟ لا إتابع المعارضة السورية و تابع النظام السوري.

أكرر، ما خرب بيتنا غير الشعر و عقلية الشعر. و لو قدر لي، لعلقت الشعراء على أعواد المشانق لعلاج مرض عضال في هذه الأمة.

اللهم عليك بالأغبياء، الأشرار أنا أتكفل بهم.

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

عن أحداث نهر البارد الأخيرة


هذا ما كتبه صالح أبو شوشة عن مخيم نهر البارد بعد الأحداث الأخيرة و التي أسفرت عن مقتل مدنيين فلسطينيين من سكان المخيم و جرح أخرين على أيدي الجيش اللبناني، موضحاً أصل المشكلة:
حابب بس الفت نظر الاخوة لبعض المعلومات.


أولا : المخيم منزوع السلاح منذ عام 2007 وهو محاصر حصار شديد جدا حيث لا يستطيع اي أحد أن يدخله أو يخرج منه الا عبر الجيش اللبناني وكل الكلام عن اشتباكات توحي بوجود سلاح عند الفلسطينيين ضد الجيش كله كذب وافتراء يعني بين قوسين ( الجن الأحمر وكل ألوان الجن ما بتقدر تفوت سلاح على المخيم)



ثانيا : لا يسمح لأي فلسطيني الدخول إلى المخيم ولو كان من سكانه الا بتصريح عسكري ولا يسمح لأي أحد من أقاربه من دخول المخيم في حال جاؤوا لزيارته من مخيم آخر إلا بحصولهم على تصريح عسكري ولذلك لأن المخيم منذ 2007 يعتبر منطقة عسكرية وتجري عليه أحكام الحالة العسكرية ، إلا أنه يسمح للبناني بالدخول إلى المخيم فقط بإبراز هويته الشخصية ولو لم يكن من سكان المخيم أو حتى لم يكن من سكان لبنان يعني بين قوسين كمان ( يستطيع أحد سكان المريخ الدخول ربما دون هوية )



ثالثا : يحتاج الجيش اللبناني إلى قرار سياسي لإطلاق النار على أي أحد او منطقة أو مجموعة كما هو الحال في جبل محسن والتبانة ولو كانوا معتدين على الجيش وكلنا رأينا كيف وقف الجيش متفرجا في طريق الجديدة في الأحداث الأخيرة.
إلا أنه لا يحتاج لا إلى قرار سياسي ولا غيره لإطلاق النار على الفلسطينيين والسبب بسيط جدا ، ليس لهم أي ظهر او سند يدافع عنهم أقله بالكلام.



رابعا: لا يقنعني أحد أن مجرد رشق الجيش بالحجارة او اطلاق الشتيمة له تبرر له اطلاق النار على مجموعة من الشباب وغالبهم دون العشرين ، وللذين لا يعلمون أقول لهم أن الشاب الذي استشهد في المخيم عمره 16 عاما اثر اصابة مباشرة في الرأس. وكل الاصابات التي تمت معاينتها البارحة بعد التشييع كانت في الصدر والقلب وأدت إلى استشهاد شاب أخر.



بعرف طولت كثير بالحكي بس الواحد مليان صارلوا سنين من الذل والتفتيش والقهر والحبس بهالمخيم.
- منطقتك ما بتفوت عليها الا بتصريح
- المقبرة القديمة ما بتفوت عليها الا بالعيد فقط وبعد إذن الجيش
- الناس راح تعمر بيوت بالمريخ والمخيم القديم بدو مليون سنة ضوئية يتعمر.


مطالب أهل المخيم:

كما و تم نشر المطالب التالية لسكان نهر البارد من قبل نشطاء على الإنترنت:



و هذا فيديو يوضح مطالب أهل المخيم:



و نشرت أيضاً على صفحة المخيم على الإنترنت و تتمثل بخمس نقاط:
  1. الغاء الحال العسكريه ونظام التصاريح.
  2. فتح المخيم على جواره اللبناني وانهاء لكل المظاهر المسلحه وتسيير الدوريات بقلب المخيم.
  3. تسليم ما تبقى من برايمات ومساكن لاهاليها.
  4. تسليم ملعب الشهداء الخمسه وارض صامد.
  5. تشكيل لجن تحقيق بالحادث والذي ادى الى استشهاد شاب وجرح اخرين ومحاسب من اطلقوا النار.

الاثنين، 18 يونيو 2012

كم عدد سكان سوريا


جاوب، بسرعة،  قبل أن تتغير الإجابة. البارحة توفيت والدة الزميلة مرسيل بحلب بعد أن أطلق حرس حزب البعث النار على السيارة التي كانت تركبها لإشتباههم بها. بكل بساطة.. و جنون. لا عصابات مسلحة و لا أماكن للجيش الحر. الموت أصبح عادة أو طقس فلكلوري في سوريا. الموت أصبح زائر مقيم في مدن سوريا. لم يعد هناك قدرة لمتابعة المجازر. تسمع أنها في حمص، ثم فجأ درعا، فقدسيا، فدوما.. زائر سريع يتجول بين المدن السوريا. تتعرف على المدن من أخبار المجازر أكثر مما عرفتهم من السياحة في أرجاء البلد. ليس بالضرورة أن يخطف الموت شخصاً تعرفه لتشعر بالإكتئاب الحاد مما يحصل هناك. و المشكلة الأكبر أن كل الحلول المنطقية تبدوا أسوء من بعضها. ربما كان هناك حلول أفضل في البداية، لكن مع مرور أيام الدم، أصبحت هذه الحلول أقل واقعية.

يمكن أن ننادي بالتدخل الخارجي. و كنت و مازلت منذ نحو عام مع التدخل الخارجي المحدود. لكن الخوف من التدخل بالشكل الذي يمكن أن يحدث لاحقاً هو أنه سيزيد فاتورة الدم. البعض يبدوا عليه غير معني بالأمر، مهما قال من الشعارات. فهو يسكن بالخارج و يهمه فقط سقوط النظام بأي تكلفة ممكنة، و هذا جزء مما أدى إلى وضعنا الحالي.

لا أفهم على البعض أحياناً، و أحس أنهم لا يفهمون تعقيدات الوضع و لماذا يسير من سيء إلى أسوء. كم كنت أحب لو أعطي نظرة متفائلة عن المستقبل القريب.. لكن.. سألتزم الصمت.. حداداً.

كم من الحماقات ترتكب بأسم الثورة

ما هي الثورة؟ و لماذا تحدث؟ أليست إنتفاضة في وجه الظلم؟ أليس الأخوان من تجاهل مطالب الثوار و سخر منها و كالوا لهم الإتهامات عندما كانوا في السلطة؟ ألم يصبح واضحاً تركيز الأخوان على إحتكار السلطة جاعلين من أنفسهم نواة حزب وطني جديد؟ لم أفهم هذا الحماس الشديد لدعم الأخوان لدرجة هستيرية من الكثير من العلمانيين لدرجة وصلت لترديد أكاذيبهم. لست ضد التيارات الإسلامية بالمطلق، و من يعرفني يعرف ذلك عني. لكن في هذا التوقيت، و مع جماعة أثبتت بكل الأشكال عدم أخلاقيتها في تعاملاتها مع الأخر من رشاوي إنتخابية لكيل إتهامات باطلة لتزوير صور و الإفتراء على الناس، في هكذا وضع و مع هكذا جماعة، لا أفهم سر التبعية العمياء لبعض النشطاء للأخوان.

أفهم من قاطعوا أو أبطلوا أصواتهم أكثر، بل أفهم حتى من أختار على مضض التصويت لمرسي لقناعته أنه أهون الأمرين، لكن أن ينقاد النشطاء في مسرحية الأخوان الجديدة ليستعيدوا المجلس و يعيدوا لهم سيطرتهم على لجنة الدستور، فهذا غباء سياسي من الدرجة الأولى. كلمة فلول لم تعد لها طعم و لا معنى و هي تخرج من الأخوان. الواقع الحالي أن مصر بين طرفين يريدان إحتكار السلطة، و الوضع أشبه بالمشي على الحبل، أي خطوة لمساندة طرف على الأخر يجب أن تتم بحذر و بعيداً عن الشعارات الثورية. لا نريد أن يصبح الوضع كمن هرب من الدب ليرمي نفسه في أحضان الذئب. ألم يصبح واضحاً أن الأخوان يستغلون روح الثورة حين يريدون، و يكفرون بها حين يريدون؟ القليل من الروية و الذكاء بالتعامل مع الموقف، فالتاريخ يقول لنا كم من مرة خدعت العواطف الثورية العقل، و كم من الحماقات أرتكبت بأسم الثورة.

الخميس، 14 يونيو 2012

إنقلاب أم فرصة ثانية

ماذا الأن بعد أن تم حل البرلمان بالكامل؟

سأوضحها بالشكل التالي:


القوى في مصر أصبح يمكن بلورتها لثلاث إتجاهات عامة:

  1. بقايا النظام السابق (أو ما يسمى بالفلول)، و أبرز ممثلينه المجلس العسكري و مرشح الرئاسة شفيق.
  2. التيارات الدينية، و أبرز ممثليها جماعة الأخوان المسلمين و حزبهم الحرية و العدالة، و حزب النور السلفي.
  3. التيارات المدنية الثورية. و هي تيارات متفرقة و الأضعف تنظيماً و وضوحاً بين الثلاثة. و هي، إن لم يمكننا وصفها بالعلمانية، فعلى الأقل هي لا تريد تحويل مصر لدولة دينية كما تريد التيارات الدينية.


كنت أعيب على التيارات المدنية بأنها:

أولاً: غير منظمة على خطوط عامة. نعم هي تجمع ليبراليين و يساريين، ناس يريدون تطبيق العلمانية كاملة الأن، و أخرون يريدون فقط منع المزيد من الإعتداء على الحريات و الحفاظ على ما هو موجود من مدنية الدولة. لكن الموضوع هو كالتالي، هذه المرحلة السياسية ليست مرحلة عادية تمر فيها إنتخابات إعتيادية، بل هي مرحلة إنتقالية يمكن أن تحدد مصير مصر للعقود القادمة. و لذلك هذا وقت نبذ الخلافات و الإتفاق على خطوط عامة لعمل تجمع موحد للقوى المدنية يرأسه شخص له حضور شعبي، كصباحي أو البرادعي، و التحرك بشكل منظم و عملي.

ثانياً: شتت نفسها بمظاهرات و إعتصامات في حين تصرفت التيارات الدينية بشكل برغماتي و ركزت على الإنتخابات. و ها أنا الأن أرى نفس الأخطاء تتكرر بتسمية ما حصل بإنقلاب عسكري و التحضير، على ما يبدو، لمظاهرات جديدة. لماذا لا تتعلم التيارات المدنية من برغماتية الأخوان؟ لماذا لا تفهم أنه هناك وقت للثورة و وقت للسياسة؟ كل وقت يضيع على شيء غير التنظيم في إطار سياسي واحد و الحملات الإنتخابية هو وقت يذهب لصالح التيارات الدينية و الفلول.


تغير النسب بين إنتخابات مجلس الشعب و إنتخابات الرئاسة أثبت أن هناك فرصة واقعية للقوى المدنية إن توحدت و ركزت على الإنتخابات. كل يوم يمر بدون القيام بتحركات بهذا الإتجاه، قد يعيد نفس الأخطاء التي كان الكل يشتكي منها، أو أسوء. هل تتعلم التيارات المدنية من أخطائها؟

الأربعاء، 13 يونيو 2012

النظرة للمرأة بين التابو و الأخلاق

هذه التدوينة مشاركتي في يوم التدوين والزقزقة ضد التحرش الجنسي.



التابو


قيل في الأساطير الدينية، أن الله عندما خلق أدم و حواء، أتاح لهما كل ما بالجنة ما عدا ثمرة معينة (في بعض الروايات، تفاحة). ما حدث، كما تقول الحكاية، أنهما، بدون الخوض في التفاصيل، إنتهى بهما الحال بأكل التفاحة، مما حذا بالله أن ينزل بهما عقوبة الطرد من الجنة إلى الأرض.

هذه الحكاية، سواءاً كنت من المصدقين بها أم لا، تتعامل مع حقيقة نفسية، و هي أن كل ممنوع مرغوب. ربما ليس بالمطلق، لكن عندما يكون هناك دافع داخلي غرائزي لهذا الممنوع، و هو بهذه الحالة الجنس، فإنه الرغبة به تأخذ شكل من اللا عقلانية لدرجة تتجاوز الأخلاقيات. و عندما أتحدث عن الأخلاقيات، فأنا أتكلم عن أخلاقيات المعاملة بين أفراد المجتمع، و ليس الأخلاقيات الدينية التي إرتبطت أحياناً بأمور تدخل في مجال الحريات الفردية، كالجنس و الكحول.

حتى أكون أكثر وضوحاً، فأنا لا أتكلم عن منع حرية ممارسة الجنس حتى، بل عن عقلية منع كل ما يمكن أن يتصل بالجنس بالمفهوم الإجتماعي. يعني، عندما يصبح لبس الفتاة للبس قصير أو ملابس خفيفة، حتى في فصل الصيف، أمراً محظوراً إجتماعياً، تتعز فكرة التابو لشيء طبيعي في عقلية أفراد المجتمع، مما يعزز بدوره الرغبة العنيفة لهذا الشيء أكثر من الدافع الغريزي نفسه.


الأخلاق

في أحد الإعتصامات، دار حوار بيني و بين شخص، أصفه كمحافظ وسطي، و يصف نفسه كليبرالي لسبب لا أفهمه. سألته ما مشكلتك مع الحرية الجنسية طالما أنها لا تؤثر عليك فعلياً. فقال لي، هل ترضى أن تخونك زوجتك؟ هل ترضى أن تغتصب أختك؟ فهنا هو قام بخلط مسائل أخلاقية، مثل خيانة الثقة و الإتفاقيات كما الحالة الأولى، و فرض أمر على الشخص بالقوة كما الحالة الثانية، مع الحرية الشخصية.

ترى صورة لإحدى مشجعات اليورو (التي إنتشرت مؤخراً) و هي تظهر مفاتنها، فترى تعليق أعجب البعض يقول "البت دى لازم تغتصب فورا". ترى خبراً البارحة أن شخص سجن بسبب قبلة، تقرأ التفاصيل، فتجده متحرشاً جنسياً. حتى عندما سحلت فتاة منقبة من قبل الجيش، كان يجب إيجاد تبرير نفسي للفعل، فقيل "هي إيه اللي وداها هناك؟".

الأمثلة، إن أردنا سردها، لا تحصى، و كل يوم يأتينا بغيرها. العبرة أن هناك إنحطاط أخلاقي كبير في علاقتنا مع الأخر، نحاول تبريره بشيطنة الأخر أخلاقياً. هذا التكتيك النفسي يستخدم في البروبغندا العسكرية، و يستخدمه المتحرشون ضد المرأة. و طالما أن التصرفات العادية للمرأة بقيت بحيز التابو، و طالما أن هناك عدم وضوح في مسألة أخلاقيات التعامل مع الأخر كأولوية في المجتمع، ستكون كل الحلول للتحرش حلول موضعية مؤقتة، بل و ستظهر آفات إجتماعية أخرى، طالما البيئة النفسية و الثقافية خصبة لظهور هذه الآفات.

الجمعة، 1 يونيو 2012

الطفل السوري، بين الإنساني و السياسي و المفروغ منه

سوريا يا سوريا، كيف أصبحتي هكذا؟ سوريا جنة العرب التي أعرفها من صغري، منذ سنيني الأولى. عرفت فسادها و الظلم فيها، و عرفت جمالها و السعادة فيها.

قبل أن أبدأ، أريد أن أشير أن هذا ليس تحليلاً سياسياً شاملاً للوضع في سوريا، فالوضع أعقد من أن يلخص في مقال واحد. فعلياً، هذه مشاركتي المتواضعة ليوم تدوين عالمي دعى له بعض المدونون. و بما أنه كنت متوقفاً عن الكتابة، فهو الأول الذي أشارك فيه لسوريا. و هو أيضاً ما صادف يوم الطفل العالمي، و لسخرية الأقدار المريرة، جاء بعد مجزرة الحولة التي حصدت أرواح عشرات الأطفال بشكل بشع يعبر عن ما آل له حال سوريا بعد ما يجاوز العام من الثورة.

سأتي على الكثير من المواضيع المتعلقة بالوضع السياسي لسوريا بالتفصيل لكل موضوع في الأسابيع القليلة القادمة. أما الأن، فهذه مقدمة تلخص نظرتي، بدون تفاصيل لا يسع المجال لذكرها الأن، للبلد الذي عرفت.


الإنساني

دم. دماء حمراء، مشاعر إهانة لا يمكن نسيانها، مشاهد خوف من شيء حصل و شيء سيحصل. قتل، تعذيب، إذلال، إغتصاب، تشويه، محاولة لإعادة تعريف السادية. لا يهم إن كنت "إنسان مش حيوان"، فلم أقابل حتى حيوانات تستحق ذلك.

أرقام، تكتب أحياناً في جداول، و أحياناً على خرائط، و أحياناً أخرى في "تقارير" لم أعد أعرف ما الهدف منها. و كأن مقتل طفلاً واحداً أكثر من رقم معين سيكون له معناً فارقاً لمن يقرأ هذه التقارير.

فيديوهات، تشاهدها و تنشرها ليراها العالم، و تشعر بالعجز لأن هذا ما تفعله. تؤرقك الكوابيس لأيام من منظر الأطفال المشوهين بوحشية، لا تعرف ما يمكن أن يفعل..


فمن ناحية..


المفروغ منه

أن النظام، و قبل أي شيء أخر، هو المسؤول عن كل شيء. حتى أسوء أخطاء المعارضة، النظام هو من وفر الأرضية لها. أنا حتى لا أتكلم عن الثورة، بل عن ما قبل الثورة. عن نظام حول الأرض الخصبة إلى بور. عن نظام جعل الفساد فضيلة، و غريزة البقاء عادة.

يأتيني شخص و يقص لي إنطباعاته من زيارته الأخيرة لدمشق (قبل الثورة). فأقول له، هل عرفتها قبل أكثر من عقد من الزمان، يجاوبني بلا، فأخبره أن هذه ليست سوريا التي عرفت. لاحظت كيف تغير المجتمع السوري خلال الخمسة عشر سنة الأخيرة. كيف تعايش جيل، لم يعرف إلا فساد و ظلم هذا النظام،  مع الواقع. كيف بنى النظام شبكة من التحالفات و الأعداء، جعلت سوريا حقلاً لألغام الأحقاد و المصالح. لا يمكنني مهما إنتقدت المعارضة أن أتكلم بغطرسة الأمريكيين عندما يتكلمون عن فلسطين و أقول "كلا الطرفين". المفروغ منه قبل كل شيء، أن النظام أصل هذه الشرور و السبب الرئيسي بإستمرارها.


و لكن..


السياسي

تريد وقتها أن تفعل شيئاً.. تجد المعارضة السورية.

"المعارضة" في سوريا (لسبب ما) أصبحت تطلق على السياسيين المعارضين فقط. لم أفهم كيف أصبحت هكذا التسمية، لكن في ما يخصني، أطلق كلمة معارض على كل من عارض النظام. بدأً بمن يطلق الهتافات بالمظاهرات، لمن يكتب اليافطات، لمن يسمي الجمع، لعباقرة السياسة على الفاسبوك، و حتى كبار الساسة و المثقفين و نجوم الفضائيات.


تخيل معي ذئب يمسك برجل طفل، يشده ليأكله. الذئب شرس، و أنت ليس لديك شيء لتردعه. الأم، من الطرف الأخر، تمسك برقبة الطفل و تشده فتخنقه. إذا قلت للأم أنك ستخنقين طفلك، إمسكيه من كتفه، ستصرخ في وجهك "لماذا لا توقف الذئب؟". 



من قبل بداية الثورة، و الأخطاء من جانب المعارضة تتراكم. بدأً بصفحة الثورة السورية التي وجدت طريقي إليها في خضم أحداث الثورة المصرية، و صولاً للتشكيلات العسكرية و السياسية التي تحظى بدعم غالبية المعارضة. المشكلة أن الأخطاء قاتلة، متزايدة، و محصنة من النقد. حتى من ترى في المعارضة يحمل فكرأ سياسياً يمكن أن يؤدي لما يشبه حل، تجده يتعرض للشتم و التخوين (بل و الضرب في بعض الحالات). تصل لمرحلة لم تعد تأبه لأي بعد سياسي للأزمة (و حتى كلمة أزمة سأنتقد عليها)، فقط تريد أن تجد حلاً إنسانياً حتى لا ترى المزيد من الأرقام الحمراء في الجداول و التقارير. كيف، و الطرف الذي يفترض أنه إلى جانبك من المعركة يتوغل أكثر في حقل ألغام الأحقاد و المصالح.

من يسمع، و من يموت، و إلى مذا تسير الأمور. أسئلة إجاباتها لا تبشر بخير.




تحديث:

الثلاثاء، 29 مايو 2012

في قاعة الإنتظار

منذ سماعي النتائج الأولية للمرحلة الأولي للإنتخابات الرئاسية المصري و التي إنتهت بفوز المرشحين شفيق (المرشح الغير رسمي للمجلس العسكري) و مرسي (مرشح الأخوان) بأعلى نسب من الأصوات، و أنا في حيرة من أمري في مسألتين، ليس الخيار بين مرسي و شفيق (و هو ما شغل نقاشات الكثيرين في الأيام القليلة الماضية)، بل هل الأن الوقت الأنسب للحديث عن جولة الإعادة كأن كل شيء حسم، أم أن تكتيكاً مختلفاً مطلوب في هذه الأيام الفاصلة بين الجولتين.

كنت أريد أن أكتب مقالاً يفاضل بين شفيق و مرسي، لكن سأسبقه بهذه التدوينة عن ما حصل في الفترة ما قبل جولة الإعادة، و ما كان يجب أن يحصل.

أنا كبدايةً أنطلق من منطلق ديمقراطي-علماني، بمعنى أنني لا أرغب في عودة النظام الديكتاتوري القديم الذي ما زالت بقاياه متمثلة بالعسكر و ممثليهم السياسين (شفيق) و بنفس الوقت أتمنى رؤية مصر دولة مدنية (غير دينية الطابع) تساوي بين جميع مواطنيها بغض النظر عن الدين أو الجنس أو الطبقة الإجتماعية/الإقتصادية.


ما كان يجب أن يحصل كأفضل تكتيك سياسي هو الأتي:

  1. توثيق و التركيز الإعلامي على تجاوزات شفيق، و ليس الهجوم الشخصي عليه.
  2. تصعيد حملات إعلامية لصالح صباحي.
  3. عدم التركيز على مهاجمة الأخوان، لأن هذا سيعطي إنطباع (لدى العسكر) أن شفيق لديه فرصة، فلا داعي للدخول بخيار صباحي.
  4. عدم التركيز على مهاجمة شفيق أيضاً لأنه قد يكون، في مرحلة ما، الورقة الوحيدة المتبقية ضد سيطرة (شبه) كاملة للأخوان.


لماذا أعتقد ذلك:

  1. القرارات السياسية بمصر (برأي) تقاس على مزاج العسكر، و ليس كنظام خالي من الشوائب و الأهواء دقيق النتائج. بمعنى، أنه لو أراد العسكر أن يحتسبوا التزوير الذي حصل من جانب شفيق ليسقطوه و يأتوا بصباحي مكانه، لأستطاعوا. فالأمر متروك للتجاذبات و المصالح السياسية، و يمكن تغييره لو سارت تلك المصالح في صالح حمدين.
  2. مصالح المجلس العسكري الحاكم قد تعتمد على وجود شخص يمكن أن يسلب كرسي الرئاسة من تحت ناظري الأخوان في الإعادة إن لم تكن التقديرات لصالح شفيق. إن لم يكن من قناعتهم بأن ذلك المرشح سيحقق لهم مصالحهم (شفيق)، فمن باب أن المرشح (صباحي في هذه الحالة) هو الحل الواقعي الوحيد الذي يمكن أن يحرم الأخوان من بناء إحتكار للسلطات يقلق مضاجع العسكر. فصباحي و إن كان معارض للعسكر، فهو سيكون شوكة في حلق الأخوان كذلك تمنعهم من تمرير أي مشروع يريدوه بسهولة. فليس من مصلحة العسكر، كما أرى، أن يتحكم فريق منظم و ذكي (كالأخوان) في كل (أو أغلب) مقاليد الحكم، فهذا يضر بمصالحهم و يقلص من قدراتهم.
  3. حتى بالنسبة للعلمانيون و الأقليات الذين لا يريدون رؤية مصر تتحول لدولة دينية و لا يمانعون بوصول أحد أفراد النظام القديم إلى سدة الحكم، كان خيار دعم صباحي هو الأسلم بحكم أنه الأوفر حظاً ضد مرسي. فكان على العلمانيون أن لا يستعجلوا إنهاء الموضوع و الزج بشفيق مع مرسي في الإعادة، لأن هذا يعني حظوظاً أكبر لمرسي.


فالعسكر فعلياً أما خياران:

الأول: أن يصبح شفيق الرئيس، و تكون له صلاحيات كبيرة. لتحقيق هذا قد يلجؤون للتالي:
  1.  تزوير الأصوات لصالحه.
  2. التعويل على خوف شريحة من المجتمع من تحويل مصر لأفغانستان جديدة بشكل أو بأخر، و خوف البعض من الأخوان.

الثاني: لكن إذا وجدوا تأييد في الشارع لصالح الأخوان ضد شفيق، و إذا تم التركيز حقوقياً و إعلامياً على تجاوزات شفيق في الإنتخابات، فقد يضرون للقبول بأفضل السيئين (بالنسبة لهم)، و هو رئيس من خارج الأخوان يفتت قوة الأخوان و يمنعهم من بسط سيطرتهم على كافة مقاليد الحكم، و هو في هذه الحالة صباحي.


ما حدث للأسف هو الأتي

  1. تركيز القوى المدنية-الثورية على عمل "صفقات" مع الأخوان، و هذا ما بتنا نسمع تصريحات بخصوصه من قبل الكثير من النشطاء الثوريين. لهذا إيجابياته في جعل العسكر يعيدون النظر في الزج بمرشحهم أما مرسي إن كان هذا هو المقصود منها، لكن على ما يبدوا أن الكثيرين حسموا أمرهم بقوة لصالح مرسي ضد شفيق.
  2. التركيز في الهجوم على شفيق، و الذي فعلياً قد يكون الخيار الواقعي الوحيد في المرحلة اللاحقة.


التحالف مع الأخوان

إن "الصفقة الوحيدة المقبولة مع الأخوان هي أن يرفض الأخوان جولة الإعادة حتى يعاد النظر في الطعون التي قدمت ضد شفيق. هذا فعلياً لن يضرهم إذا أرادوها منافسة نزيهة مع صباحي (الذي سيأتي في جولة الإعادة ضد مرسي في حال إنسحاب شفيق). فهم غير مطالبون بالتخلي عن مرشحهم لمرشح توافقي أو حتى تغيير برنامجهم. لكن من غير المتوقع أن يحدث هذا لأن حظوظهم بالفوز أعلى مع شفيق.


بأي حال من الأحوال، ستبدأ الحملات الإنتخابية للجولة الثانية غداً الأربعاء (بحسب لجنة الإنتخابات الرئاسية)، و تنتهي في يوم الجمعة، الخامس عشر من يونيو، و سيتضح خلال الأيام القليلة القادمة أكثر موقف جميع الأطراف. 

الخميس، 24 مايو 2012

عن إنتخابات الرئاسة المصرية


ملاحظة قبل كل شيء: كنت أنوي العودة للكتابة في شهر يونيو، لكن أرتئيت أن أكتب عن موضوع إنتخابات الرئاسة المصرية و لو على عجل. أرجو المعذرة إن كان أسلوب الكتابة دون المستوى، فهو أقرب إلى عرض لأفكار حول موضوع معين أكثر منهم مقال.

قد يبدوا أن هذا المقال كتب في الوقت الضائع، و لكني إرتئيت نشره بكل الأحوال، لأن مسألة التفضيل بين المرشحين ستستمر بالمرحلة الثانية للإنتخابات.



أولاً و قبل كل شيء، سأفترض هذه الإفتراضات:

سأفترض أنك لست من المنتسبين لجماعة الأخوان المسلمين أو حزبهم، و أنا فوز مرسي ليس مهم لك أكثر من أي شيء أخر.

سأفترض أنك لست من المنتفعين بشكل شخصي و مباشر بفوز أحد المرشحين، و أن مستقبل أفضل لمصر هو ما يحرك دوافعك الإنتخابية.

رغم أني علماني، فلن أفترض أنك كذلك. لكن على الأقل سأفترض أنك لست من المتحمسين جداً لفكرة الدولة الدينية حتى لو كانت المصلحة العامة غير ذلك. و هناك فعلياً شريحة كبيرة من الناس لا تريد دولة دينية بكافة تفاصيلها، أو على الأقل مستعدة للمساومة على هذه التفاصيل بحجة أن المجتمع غير جاهز لها أو لأي أسباب أخرى.

كذلك سأفترض أنك تنظر للإنتخابات كحل عملي لمشاكل واقعية، و ليست "فاشن ستاتمنت" تعبر فيها عن تأيدك لمرشح حتى لو لم يكن له أدنى فرصة للفوز أو تعبيراً عن رفض أخرين. لذلك لن أتطرق إلا للمرشحين الخمس الأوفر حظاً حسب مختلف إستطلاعات الرأي.

بعد أن حددنا هذه الإفتراضات، سأقول لك كيف أصنف المرشحين الحاليين (برأيي) من الأفضل للأسوء، و أشرح لاحقاً لماذا:

حمدين صباحي
عمرو موسى
عبد المنعم أبو الفتوح
أحمد شفيق
محمد مرسي

هناك ثلاث أسباب توضح لماذا هذا التصنيف:

أولاً: ليس كل الفلول مثل بعض. ختم أن هذا الشخص "فلول" (أي عمل مع النظام السابق) هي فكرة عامة و غير دقيقة للتصنيف السياسي. فمثلاُ، عمرو موسي كان وزير خارجية النظام السابق، و كان (وربما ما زال لحد معين) ميالاً لذلك النظام. لكن فكرة مساواته مع شفيق الذي كان رئيس وزراء مقرب من النظام أيام بدء (ما يسمى) الثورة المضادة هي مقارنة غير دقيقة.

ثانياً: نظام الحكم غير واضح حتى الأن. لكن بأي حال من الأحوال، فإن إستحواذ جماعة معينة (و هنا أقصد الأخوان) على جميع (أو أغلب) مقاليد الحكم هو أمر خطر، حتى على أولائك ممن يميلون لفكرة الدولة الإسلامية. أضف إلى ذلك تصرفات الجماعة الغير أخلاقية من نكث بالوعود و الرشاوي الإنتخابية، تزيد خطر تحكم هذه الجماعة على كل شيء (تقريباً، لأن التأثير العسكري على أمور الحكم من المتوقع أن يستمر) هو بحد ذاته مؤشر خطر يجب الحذر منه.

ثالثاً: حتى لو لم تكن علمانياً من ناحية فكرية (و هنا أقصد المتحمسين لفكرة العلمانية كحل أساسي لمشاكل مصر لا يمكن الإستغناء عنه)، فإنه حتى لا يتحكم تيار واحد بالدولة و يكون هناك مجال للمسائلة المتبادلة بين التيارات السياسية، فأنه من الأفضل في هذه الفترة التأسيسية في حياة مصر الحديثة أن يكون طرفي الحكم من إتجاهات فكرية مختلفة. و إذا إعتبرنا أن الطرف الثالث (العسكر) يحسب من الفلول، و المجلس محسوب على الإسلاميين، فإنه حتى يتم تحقيق تقدم و نوع من الشفافية السياسية يجب أن يكون طرف الرئاسة لطرف علماني (أو ليس من أنصار الدولة الإسلامية الكاملة على الأقل – من أنصار إختراع "دولة مدنية بمرجعية دينية") ثوري (ليس من مؤيدي النظام السابق).


حمدين-أبو الفتوح

هنا يبرز السؤال، لماذا وضعت عمرو موسى قبل أبو الفتوح؟ سأجيب عن ذلك بثلاث نقاط:

أولاً: رغم رفضي لإختراع "دولة مدنية بمرجعية دينية"، إلا أنني أتفهم ما يعنيه البعض بها. فهم لا يريدون دولة علمانية خالصة، و لا دولة إسلامية خالصة. لكن رغم ذلك، لا أرى في أبو الفتوح ممثلاً لهذا الإتجاه. سواءاً بتصريحات له عن تطبيق الشريعة، أو بتأييد جماعة "بما لا يخالف شرع الله" له، و الذي لا أظن أنهم سيأيدون شخص بدون ضمانات شبيهة. و أعتبر تصريحاته عن الدولة المدنية و التقرب من الليبراليين نوع من تكتيك "النفاق الحلال" الذي عرف به أخوان مصر.

ثانياً: حتى لو فرضنا أن أبو الفتوح ليس مرشحاً إسلامياً، لا يمكن النظر لإنتخابات الرئاسة بمعزل عن الأمور الأخرى. ففكرة مرشح توافقي (الصفة التي يطلقها البعض على أبو الفتوح) لا تأخذ بعين الحسبان أن الحكم جزء منه بأيدي الإسلاميين في هذه اللحظة. في هذه الحالة، فأن الحكم سيكون أقرب للتوافق إذا أنتخب لأحد أركانه (الرئاسة) علمانياً، و ليس "توافقياً".

ثالثاً: بعيداً عن شعارات واحد مننا و أثنين عليهم و سنحيا كراماً و ما لذلك من شعارات لا تسمن و لا تغني من جوع، فأنه حتى لو كان كلا المرشحين علمانيين، فإن حمدين لديه فكرة أوضح للإصلاح الإقتصادي من أبو الفتوح مما سمعته من كلام المرشحين. بل من بين المرشحين المذكورين أجمعهم، هو الوحيد الذي سمعت لشيء له أشبه بخطة تطوير. لا أعتقد أنه الأفضل من بين مرشحي الرئاسة، لكنه الأفضل من بين الخمسة الأوفر حظاً.


حمدين-فلول

و قد تكون هذه المقارنة موجهة للأقباط بشكل خاص حيث يظهر ميول للتصويت لشفيق، و لهذا ثلاث ملاحظات:

أولاً: أن النظام الذي كان يفجر الكنائس ليزيد الخوف بين أفراد المجتمع ليحكم سيطرته عن طريق توفير الحماية لبعض أفراد المجتمع هو نفسه النظام الذي أنتج شفيق. و لذلك وضعت شفيق كأسوء خيار بعد مرسي. و لو لم يكن هناك سيطرة أخوانية على المجلس، لكان مرسي خياراً أفضل من شفيق.

ثانياً: إن التصويت لشفيق و جعل المنافسة النهائية بينه و بين الإسلاميين سيزيد بحظوظ فوز الإسلاميين. لذلك أعتبر أن التصويت الأئمن للأقباط هو حمدين صباحي.

ثالثاً: مغالطة حزم العسكر و تراخي العلمانيين-الثوريين. فرغم تراخي العلمانييون-الثوريون (صباحي كمثال) مع الإسلاميين مقابل حزمهم مع الفلول، و هو ما يمكن أن يعطي الأقباط مبرراً للقلقل، فأن العسكر فعلياً موجودين بغض النظر عن من تولى الرئاسة. و وجود شخص مثل صباحي في هذا الموقع قد يعطي توازن للأمور ما بين العسكر و الإسلاميين، و حتى و إن لم يكن له صلاحيات كبيرة، لكنه سيكون أفضل الحلول في الوضع الحالي.


مرة أخرى، هذا أول مقال/تدوينة لي منذ فترة، و قد كتبت على عجل. فأعذوروني إن لم تكن ترقى للمستوى.



تحديث:
المقال نشر في الحوار المتمدن.

شير يا عم الحج